السياسة
دَوْرُ المعُارَضَةِ البَرْلَمانيّة (حكومة الظِّل) في مُكافَحَةِ الفَساد
ظهرت (حكومة الظل) في أواخر القرن التاسع عشر في المملكة المتحدة، و أضحت جزءًا رئيسًا في العملية السياسية هناك، ويتلخص مفهومها بأنَّها حكومة غير رسمية، تضم أعضاء من الأحزاب المعارضة للحزب القابض على السلطة، ويمثلون الحقائب الوزارية كافة.
أمّا في العراق فقد ترددت حكومة الظل كثيرًا على مسامع العراقيين دون وجود تجسيد حقيقي لها؛ لأسباب عديدة أهمها الطبيعة التوافقية لتأليف الحكومة، وسياسة تقاسم الكعكة، ونرى أنَّ في العراق مفهومًا مُغايرًا لذلك، حيث يُعمل بما يُسمى (الحكومة في الظل)، وهذه الحكومة تكون متخبِّئة تحت عباءة الحكومة الشرعية، ويمثلها أصحاب النفوذ الحزبي أو القومي أو الديني أو الطائفي، من خلال التحكم بالحكومة والتأثير على قراراتها، وغالبًا ما تنهض في ذلك جريمة (المُتاجرة بالنفوذ).
باختصار إنّ حكومة الظل لن تَقومَ إلاّ عن طريق البرلمان، فإننا ندعو المنادين بمقاطعة الإنتخابات، وتأليف حكومة الظل خارج البرلمان العودة الى رشدهم، فمن خلال البرلمان تتم محاسبة الحكومة، وترسيخ للدولة الديمقراطية.
وسنتناول من خلال هذا المؤلف البسيط حكومة الظل ودورها في ترسيخ مبدأ المساءلة؛ بغية تعزيز مفهوم الديمقراطية والحكم الرشيد في عراقنا العظيم.