السياسة الاقليمية والدولية
ملاحظات من بلد المنشأ: موقف العراق من أزمة الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا
فيولا بولكينين
بينما كانت بروكسل صريحة بشأن تورط كل من مينسك والكرملين في خلق الأزمة الحدودية ظلت بغداد أكثر حذراً حول الأزمة، حيث علق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على الأزمة دون التطرق على الدور الذي يمكن أن تلعبه بيلاروسيا فيها. وعندما سُئل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عما إذا كان أعضاء الاتحاد الأوروبي تعاملوا بقسوة شديدة على الحدود، أجاب «إنهم يعتقدون أن بيلاروسيا تستخدم هذه الطريقة لممارسة الضغط على الاتحاد الأوروبي». و هذا التصريح يشير إلى أن العراق على دراية بتورط مينسك في الأمر، لكنه اختار أن يدع للاتحاد الأوروبي تحمل مسؤولية النقد الدبلوماسي.
لقد ظهر جانب إضافي للنزاع الحدودي، عندما نشرت منصات ميتا بتاريخ 1 كانون الأول / ديسمبر أنّ العشرات من حسابات الفيسبوك والانستجرام مرتبطة بالمخابرات البيلاروسية حيث قامت هذه الحسابات باستهداف الجماهير الناطقة باللغات الكردية والبولندية والانجليزية بقصد إثارة الأزمة، مما يشير إلى وجود صلة بين الحكومة البيلاروسية وأنماط الهجرة. ومع ذلك، فقد أكد المسؤولون العراقيون ووسائل الإعلام الحكومية في وقت سابق تورط شبكات التهريب الإجرامية في الصراع، واتخذ هذا الموقف منعطفاً عندما غرد (في تويتر) رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني في نوفمبر / تشرين الثاني بأن شبكات التهريب تستخدم «مواطنينا في النزاع السياسي» وفي وقت لاحق في ديسمبر / كانون الأول صرح بأنّ «الدوافع وراء أزمة المهاجرين على حدود الاتحاد الأوروبي هو دافع سياسي»، مما يعني ضمناً تصور متغير للمواجهة على الحدودية البيلاروسية. ومع ذلك، قد يكون هذا هو الأقرب إلى توجيه الاتهامات للعراق لأنه يتجنب على ما يبدو الانحياز إلى أي طرف. وبالنظر إلى موقف بغداد الطويل الأمد بشأن سيادة الدولة، فربما لا يكون مفاجئاً أنه على الرغم من ردود الفعل العنيفة التي قامت بها بولندا مثيرة للجدل، إلا أن حسين يؤكد بأن العضو في الاتحاد الأوروبي لديه ببساطة سياسته الخاصة بالهجرة.