السياسة
الدبلوماسية الأمريكية في العراق و الأمن القومي الإيراني
روزبه حسين
تعدُّ التطورات السريعة في منطقة غرب آسيا وتأثيرها السريع والمباشر على الأمن القومي الإيراني إحدى القضايا الرئيسة في صنع السياسات الإيرانية. وقد أصبح التواجد الأمريكي في العراق كمحور لهذه التطورات السريعة وأنشطتها في العراق ما أدى إلى تشكيل مخاوف أمنية في إيران.
وبما أن الدبلوماسية العامة الأمريكية في العراق تُعدُّ محركاً لنشاط الولايات المتحدة بعد الاحتلال، ولا سيما في السنوات الأخيرة، تسعى هذه الدراسة إلى تحليل تأثير الدبلوماسية العامة الأمريكية في العراق الجديد على الأمن القومي الإيراني. لذلك تم جمع وتحليل البيانات المختلفة بتركيز دقيق ومتعمق، في ثلاثة مجالات (المقابلة، التواجد الميداني وتحليل المحتوى الوثائقي)، وفي النهاية، تم تقييم البيانات الرئيسة التي تم الحصول عليها حول الأمن القومي الإيراني.
إن من أهم ركائز الأمن الوطني في إيران هو توفير حالة الاستقرار والأمن ومراعاة حسن الجوار والتعامل السلمي مع البلد الجار العراق، في ظل أجواء تنمية العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والثقافية معه. وفي هذا السياق فإن تحقيق هذا الهدف وتوفير ثبات الأمن الوطني وإزالة آثار التهديدات خارج حدود الأمن الإيراني يتطلب معرفة دقيقة للظروف السياسية السائدة في العراق. ومما لا شك فيه إن الدور المباشر الذي تلعبه الخارجية الأمريكية في هذا البلد يمثل جزءاً مهماً من سلسلة التحولات التي تترك تأثيراتها على الأمن الوطني الإيراني. وعليه فإن تحديد السياسات الجارية في العراق والتي تمثل تهديداً للأمن الوطني الإيراني يعد أمراً مهماً ينبغي دراسته والاهتمام به لغرض توفير المساحات الآمنة.