التعليم والمجتمع
التربية الدينيّة ودورها في البناء النفسي
د. حيدر حبّ الله
رفع منذ حوالي عقودٍ عديدة شعارٌ، عرفه ضمناً المسلمون منذ قديم الأيام، وقد نجد له بعض النصوص القرآنية التي تؤيّده بمعنى من المعاني، وهو شعار (الإسلام هو الحل)، ورغم كون هذا الشعار ليس سوى ثلاث كلمات، لكنّ حجمه أكبر حتى مما تصوّر الذين صاغوه أنفسهم؛ لأنّه يحمل الكثير من التحدّيات على الإنسان المسلم، وعلى المشروع الإسلامي والمؤسّسة الدينيّة.
عندما نقول: (الإسلام هو الحل)، ثم نلاحظ قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (الأعراف: 96) أو قوله سبحانه: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾ (المائدة: 66)، ندرك أنّ هذه النصوص الدينيّة تعتبر أنّ نتيجة الإيمان والتقوى تحمل معها رفاهيةً اقتصاديّة، ونزول البركات من السماء والأرض، فعندما نقول: الإسلام هو الحل، فهذا يعني أنّ تطبيق الشريعة الإسلاميّة وتنزيل القيم الدينيّة هو الحلّ للمشاكل والأزمات، فيجب أن تظهر هذه الآثار الإيجابيّة على الأرض من وراء تطبيق الإسلام، وإلاّ فلا معنى لقوله تعالى ﴿لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ أو لقوله: ﴿لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾ بعدَ أن علّقها على الإيمان والتقوى.