الامن والدفاع
مسألة سرعة؟ فَهم أنظمة صواريخ الهايبرسونيك
كولجا بروكمان – د. ماركوس شيلر
خلال الأسابيع والأشهر الماضية، احتلت «صواريخ الهايبرسونيك» عناوينَ الأخبار مرةً أخرى في المواقع العالمية المختصة بمواضيع الدفاع. ففي 5 و11 كانون الثاني، أجرت كوريا الشمالية تجارب لما تدّعي أنه «صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت». ويشير الإعلان والصور المنشورة ومسار الرحلة إلى أنَّ كوريا الشمالية أجرت اختباراً لمركبةٍ متماثلةٍ دورانياً تعمل على دفع صاروخ يقوم بمناوراتِ سحب وعبر المدى خلال رحلاتها الجوية. ومع ذلك، جادل العديد من المحللين بأنه في هذه الحالة، ستكون تسمية «مركبة العودة القابلة للمناورة» ملائمة أكثر. في أيلول 2020، اختبرت كوريا الشمالية ما أسمته أوَّلَ «صاروخ هايبرسونيك»، وهو صاروخ باليستي معزز بمركبة انزلاقية تفوق سرعتُها سرعةَ الصوت على شكل إسفين. وفي مثال آخر استخدمت وسائل الإعلام مصطلحَ «صاروخ هايبرسونيك» حيث كان ذلك في آب 2020،حينما ورد أنَّ الصين اختبرت «طائرة تفوق سرعتها سرعة الصوت».
توضح هذه الأمثلة مدى إرباك مصطلح «هايبرسونيك» – وربما تشويهه – حينما يتم استخدامه على مجموعة كاملة من أنظمة الصواريخ من مختلف الجهات الفاعلة. كما أشارت بعض التغطيات الإخبارية لهذه الأحداث إلى عدم فهم الأنواع المختلفة لـ «الصواريخ الفائقة السرعة»، ودور سرعتها وقدراتها على المناورة، وفيزيائية عملها، وقدراتها ومهامها العسكرية. يسعى برنامج SIPRI Topical Backgrounder إلى تحسين فهم السرعة الفائقة للصوت، وطبيعة أنظمة الصواريخ فوق الصوتية، فضلاً عن الأنظمة الفرعية والتقنيات الرئيسة الخاصة بها. إنَّ تحسين التفاهم بين صانعي السياسات والصحفيين يمكن أنْ يساعد في إعلام الخطابات السياسية والعامة وتحديد الفرص لتطبيق تدابير تستهدف منع الانتشار وتحديد الأسلحة لتقليل المخاطر المرتبطة بها.