السياسة
بناء الديمقراطية والتحديات الموجودة أمام بناء الدولة والأمة في العراق ما بعد 2003
مجموعة من الباحثين
تعد قضية بناء الدولة الأمة هاجساً شغل جميع بلدان العالم، وفي هذا السياق تمكنت بعض الدول الغربية والأوروبية من اجتياز هذه العقبة حيث ولدت دولها من رحم الشعوب وانسجمت معها. إلّا أنَّ عملية بناء الدولة- الأمة واجهت في الكثير من نقاط العالم تحدياتٍ كبيرةً، لذلك نشاهد فيها اليوم حدوث مزيد من الأزمات الداخلية تبعتها أزمات إقليمية وعالمية. إنَّ منطقة غرب آسيا هي من المناطق التي واجهت عملية بناء الدولة- الأمة في بلدانها المزيد من الضعف وعدم الاستقرار. إنَّ تنفيذ عملية بناء الدولة- بحاجة إلى معايير وظروف افتقدت إليها بلدان غرب آسيا منذ تأسيسها. العراق هو من بين تلك البلدان التي تواجه هذه العقبة بشكل جدي.
لقد تشكلت عملية بناء الدولة-الأمة بشكلها الحديث في العراق كما في غالبية الدول في منطقة غرب آسيا على إثر انهيار الإمبراطورية العثمانية ومن خلال ما صممته الدول المستعمرة الكبرى لهذه المنطقة، فقد تحولت إلى مركز للأزمات والتحديات .
لقد ظهر العراق على إثر انهيار الإمبراطورية العثمانية الكبرى كدولة مستقلة بعد الحرب العالمية الأولى، لذلك تم تحديد خارطته الجغرافية وطبيعة تكوين حكومته تحت إشراف القوى الأجنبية. لقد شهد هذا البلد تنوعاً عرقياً و مذهبياً إضافة إلى حكم طائفي قبل عام 2003 على البلاد وقد رافقته حالات من القهر والقمع وإسكات مطالب سائر المجموعات، الأمر الذي أدى إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار في هذا البلد.