اصدارات
آراء محمّد أركون في ميزان النقد
صدر حديثاً عن مركز البيدر للدراسات والتخطيط كتاب (آراء محمّد أركون في ميزان النقد) لمؤلفه الشيخ كاظم القره غولّي، حيث ناقش الكتاب أطروحة الحداثة وفهمها لكثير من موضوعات الدين والفكر الديني، والخلل في الفهم الذي وقعت فيه – كما يقول مؤلف الكتاب – عند بحثها في تلك الموضوعات، على وَفق تصور منظريها وروادها، لكنَّ المؤلف عند مناقشة تلك الأطروحة استوقفته أفكار وآراء الدكتور محمد أركون، لأسباب قد ذكرها في ثنايا البحث ومما جاء في هذا السياق قوله: وقد كان غرضي الخوض في كلمات جملة من الكتّاب العرب ممن تأثروا بهذه المسالك وتبنوا هذه الأفكار فشرعت ببعض كتب محمد أركون فوجدت أنَّ محالَّ الخلط والاشتباه وسوء الفهم كثيرة جداً، فعدلت نيتي لمناقشة أفكاره، واكتشفت أن كتاباً واحداً لا يكفي لمناقشة ما يطرحه من آراء فصببت الاهتمام على بعض كتبه …الخ.
وقد استعرض الكاتب موضوعاتِه وأفكارَه بتقسيمها إلى ثلاثة أبواب رئيسة؛ الأول تناول أسباب الفهم الخاطئ عن الحداثيين، والثاني الشبهات المرتبطة بالدين وفهمه، والثالث الشبهات التي أوردت على فهم القرآن، وقد احتوى كل باب منها مجموعة من الفصول التي تتناول الفروع التفصيلية لهذه العناوين الأساسية.
لقد مارس المؤلف نهج الحجاج والجدال العلمي في مناقشة الآراء والمقولات المطروحة على بساط البحث في الكتاب، وممارسة تحليلها ونقدها علمياً، وهي سمة بارزة تسري في مجمل الدراسة التي بين أيدينا.
من هنا يسر مركز البيدر للدراسات والتخطيط أن يقدم لقرائه الكرام هذا الكتاب، ويأمل أن يساهم بطباعته ونشره أن تعم الفائدة المعرفية، وتتعزز ثقافة فهم الآخر وقراءة نظرياته وأفكاره بعيداً عن التعصب والانغلاق على الذات، ونقد الآراء ومناقشتها بأدوات علمية بصرف النظر عن الاتفاق مع النتيجة التي تم التوصل إليها من عدمه، وهذه الثقافة -فهم الآخر ومناقشة أفكاره علمياً- هي حــاجة ماسة في واقع حياتنا كأفــراد ومجتمع، وسمــة تربوية وأخــلاقية ضرورية لكل مجتمــع يسعى للتقدم والنهــوض.