قراءة في كتاب

قراءة في كتاب: الإمبراطورية الأمريكية والإغارة على العراق

مقدمة:
يُعدُّ هذا الكتاب من المؤلفات ذات القيمة العالية في مجال التاريخ السياسي وكذا أهميته ناشئة من أهمية كاتبه ومؤلفه الأستاذ محمد حسنين هيكل أحد أشهر الصحافيين المصريين والعرب في القرن العشرين، حيث بدأ عمله الصحفي منذ فترة مبكرة من حياته، وقد ساهم في تشكيل وصياغة السياسة المصرية منذ فترة الملكية، وكذلك السياسة العربية. وهو من أبرز الباحثين في توثيق الأحداث العربية وتدوينها، منذ ستينيات القرن العشرين بمقالاته الأسبوعية الشهيرة في جريدة الأهرام المصرية. وصدرت له من الكتب والمؤلفات ما غطى تاريخ العرب السياسي المعاصر بأحداثه الجسام وتحولاته، وحروبه، وانقلاباته، وتقلباته.
لقد أوجز الكاتب ملخص كتابه في مقدمته بجملتين قائلاً: «هذه الفصول قصة وقائع سياسية قائمة، وهي في نفس الوقت شكل أحوال سياسة قادمة»، والجملتان تكشفان عن رؤيته للأحداث التي ستتشكل في السنوات القادمة في العالم عموماً وفي الوطن العربي خصوصاً.
يتناول الكتابُ محطاتٍ مهمةً من السياسة المستقبلية للولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين وعلاقتها بغزو العراق واحتلاله، ويكشف عن السياسة الأمريكية قبل الاحتلال وما بعد الاحتلال، والنظر في سياسة الرئيس الأمريكي بوش الابن وعلاقتها بالغزو على العراق، ممهداً لها بقراءة تاريخية حول مسيرة الولايات المتحدة في سياقها التكويني.  إذ تطرق لعدد من الموضوعات، فبدأ بسرد سريع وموجز لتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وبعدها قام بتحليل العقلية الأمريكية وخلفيتها الثقافية؛ وأبرز ما يميزها، بدءاً من المؤسسين وحتى الحرب العالمية الأولى. وسلط الضوء على ميزان القوى في العالم بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أوضح الحقائق الجديدة التي اُستحدثت على الساحة الدولية، واستغلال أميركا تلك الفرصة لغرض فرض هيمنتها على الدول الضعيفة آنذاك للتحول إلى إمبراطورية بعد إن كانت دولة.
ثم يتطرق إلى شبكة العلاقات التي تربط بين الصناعات العملاقة الخاصة بالسلاح والبترول والسيارات وشركات الطاقة وبين القرار السياسي لأمريكا، ويصف المدى الذي وصلت إليه هذه الشركات من تحديد شكل السياسات الخارجية للولايات المتحدة وصنع القرار الأمريكي، لما تمتلكه من إمكانات هائلة، حيث تمثل مبيعات تلك الشركات 25% من الناتج العالمي، ويتجاوز حجم مبيعات خمس شركات أمريكية الناتج القومي لـ 182 دولة في العالم، ويفوق دخل شركة اكسون موبيل للبترول دخل دول الأوبك (مجموعة الدول العربية المصدرة للبترول) مجتمعة.

لقراءة المزيد اضغط هنا

الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق