دراسة التحديات الجيوسياسية لاستقلال إقليم كردستان العراق

عموماً فإن أي نوع من التغيير الجيوسياسي في الهيكل العالمي والإقليمي يمكن أن يؤدي إلى التوتر وظهور تغييرات في المشهد السياسي الجغرافي. لقد استطاع إقليم كردستان العراق بعد انهيار حزب البعث في هذا البلد، المشاركة في إدارة العراق وأن يتجه إلى حدٍ ما نحو بناء الدولة. المهم في هذا السياق هو العلاقات التاريخية والثقافية والعرقية واللغوية لكردستان العراق مع الدول الأربع: إيران والعراق وتركيا وسوريا، وأن التوجه نحو دولة مستقلة يمكن أن يتحول بالنسبة لكردستان إلى ساحة صراع ومواجهة مع الميادين التقليدية في المنطقة وبالتالي تشكيل حالة من التوتر وعدم الاستقرار السياسي في المنطقة.

كان لإقرار الدستور العراقي عام 2005 م وإقامة الحكومة الفيدرالية في العراق وإنشاء إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي، آثار كبيرة على دول الجوار. إنَّ قرب المناطق الكردية في العراق من دول إيران وتركيا وسوريا، أدّى إلى حدوث تهديدات أمنية لهذه البلدان، الأمر الذي جعل الدول المذكورة إلى جانب الحكومة المركزية في العراق، يحسبون حساباً خاصاً لقضية استقلال أكراد العراق في المنطقة. لكن ضغط الدول المذكورة ليس السبب الوحيد لعدم تشكيل دولة مستقلة في كردستان العراق، بل إن هناك عوامل أخرى مثل القيود الجيوسياسية في المجالات السياسية والاقتصادية والجغرافية أصبحت من بين العوامل التي تؤثر على عدم توفير الظروف اللازمة لتشكيل دولة مستقلة في كردستان العراق. تسعى هذه الدراسة للبحث حول القيود الجيوسياسية لكردستان العراق، والتي تشكل عقبة أمام تشكيل حكومة مستقلة في كردستان العراق.