السياسة

الاتفاق بين جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية بناء على نظرية النضج

علي أسدي
 بعد فترة من توتر العلاقات الثنائية بين طهران والرياض، والتي رافقتها موجة من الصراع والأزمات وصلت إلى مستوى غير مسبوق من الحرب الباردة، انبثقت أنباء المفاوضات والتفاهم بين البلدين لإعادة العلاقات وتنظيمها على الصعيد الثنائي، الأمر الذي يشير إلى إزاحة الستار عن مشهد التفاعلات الكلية بين البلدين. في هذه الأجواء السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو عن ضرورة التفاوض والاتفاق بين طهران والرياض وكيفية دراسته؟ افترض المقال أنه بسبب التطورات الداخلية والإقليمية والدولية، وجدت أطراف النزاع نفسها في مأزق مزعج ومُكْلف للطرفين، ولا توجد إمكانية للفوز من خلال تصعيد الصراع والعداء، لذلك اختارت سياسة بديلة أو مخرجاً عقلانياً للخروج من الأزمة، الغرض من هذا المقال هو تبيين الشروط التي تستند إلى هيكلة نظرية النضج عند ويليام زارتمان.
خلال العقد الأخير أدّت عوامل مثل إدراك الطرفين للفروقات الوجودية والإيديولوجية والمنافسة في إطار القوة  والسلطة والتواصل الجيو سياسي، ومناطق النفوذ المشترك والنظم الإقليمية (العراق، سوريا، لبنان، اليمن، إلخ) ، والعلاقات مع واشنطن والتطبيع مع تل أبيب والطاقة والملف النووي الإيراني،  وغيرها، أدّت إلى تكوين  جوهر العداء بين طهران والرياض، لدرجة أنَّ حجم ووزن وأبعاد هذا العداء، تطور  إلى صراع يقضي على الكثير من الموارد وإنِ استمر لكان من غير الممكن السيطرة  عليه. لقد أدّت الآثار والتداعيات المدمرة لهذا العداء، سواء  في المشهد الداخلي (السياسة والاقتصاد والصورة والنظرة السلبية للبلدين كلٍّ تجاه الآخر) وفي المنطقة، إلى جانب  انهيار المتغيرات لترتيبات النَّظم السابق في الخليج (الاستراتيجية الهادفة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة والتركيز على الشرق الجغرافي) أدّى كلُّ ذلك إلى تشديد أزمة الانغلاق السياسي في أعلى مستوياته وبالتالي فقد توفرت الفرصة المثالية لتحقيق مساحات التفاوض والوصول إلى السلام (حتى و إنْ كان سلاماً مؤقتاً وتكتيكياً ) بين قطبي القوة الإقليميتين في المنطقة. إنَّ الدليل على هذا المدَّعى هو تصريحات مسؤولي البيت الأبيض حول شؤون غرب آسيا والتي تضمنت الإيحاء بأنَّ السيناريو الأسوأ للسعوديين هو الحرب مع إيران.

لقراءة المزيد اضغط هنا

الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق