ما الذي يحتاجه السودان الآن!

يتوجب على المجتمع الدولي في الوقت الراهن العمل على إيجاد حل للأزمة الإنسانية في السودان ومنع التداعيات الإقليمية لها، أما العملية السياسية فينظر بها على المدى البعيد.

أصبح جلياً الآن ما كان من الصعب حدوثه في السودان في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وضعف الدولة بسبب الصراع الدائر فيها، وأدّى إلى نزوح الآلاف من السودانيين، وإمكانية أن تمتد تأثيرات هذه الأزمة إلى شرق إفريقيا ومنها إلى مناطق أخرى، ومخاوف من استغلال بعض الدول الأجنبية الوضعَ الحالي من أجل تعزيز مصالحها الخاصة كما حدث في نزاعات مرت بها المنطقة سابقاً. وفيما إذا استمر الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في الازدياد والتدخلات الخارجية في دعم الأطراف المتنازعة فإن خطرَ حدوث فوضى مشابهة لما حدث في الصومال واردُ الحدوث. في الوقت الذي يحتاج فيه السودان إلى عملية سياسية طويلة الأمد لتحقيق السلام والاستقرار، واحتياجات إنسانية فورية يُتطلب العمل على حلها.

يُعدُّ الوضع الحالي في السودان غير مستقر مع امتداد النزاعات التي كانت تدور في أطراف السودان إلى العاصمة الخرطوم ومدن أخرى. ووفقاً لمنظمة الهجرة الدولية فقد وصل عدد النازحين داخلياً خلال الأسبوع الماضي إلى ضعف ما كان عليه من 340 ألفاً إلى 700 ألف مما أدّى إلى انقطاع الخدمات عنهم وصعوبة الوصول لهم. وتعمل جماعات المجتمع المدني والجمعيات المهنية على تقديم المساعدات إلى النازحين، ولكن عدم توقف القتال بين الأطراف المتنازعة وخرقهم لوقف إطلاق النار بشكل مستمر أدّى إلى صعوبة قيامهم بأعمالهم.