الدستور والقانون

التنظيم الدستوري للعاصمة في العراق ((دراسة مقارنة في الدول الاتحادية))

د. مهند فلاح حسن
تؤدي العواصم دوراً مهماً بصرف النظر عن شكل الدولة. إذ تعد مراكز سياسية وإدارية تتركز فيها النشاطات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فضلاً عن كونها رمزاً وطنياً يجسد القيم المشتركة للدولة.  واشتقت كلمة (Capital- العاصمة) من الكلمة اللاتينية caput)) التي تعني الرأس، وتشير إلى حالة أولوية معينة مرتبطة بفكرة العاصمة ذاتها. لكن في الاتحادات، غالباً ما تؤثر فكرة الفيدرالية في وضع العاصمة، إلى الحد الذي حمل الفقيه (اليعازر) إلى القول بأن (الأنظمة الفيدرالية الحقيقية ليس لديها عواصم، بل مقرات حكومية). فكلمة (Capital) تعني مكاناً في أعلى الهرم الحكومي، في حين تشير كلمة (مقر) إلى مكان التجمع)، لأن الدول الاتحادية تتكون من دويلات متميزة ومتحدة في شراكة الحكم. وتتنوع الاتحادات وتختلف أصولها، لكن فكرة مقر الحكومة بدلاً من (المدينة العاصمة) لها أهمية خاصة بالنسبة للأنظمة الاتحادية “التجميعية”، أي التي جمعت وحدات كانت مستقلة نسبياً، لتركيز سيادتها مع الاحتفاظ بفرديتها. ومن ثم فإن اختيار العاصمة أو مقر الحكومة هو جزء لا يتجزأ من تأسيس الاتحاد. إذ تجسد العواصم الحكومات الوطنية، وإذا قامت الأخيرة بالتصرف، فغالباً ما يرتبط تصرفها سياسياً وإعلامياً بالعاصمة. فيقال إن (باريس) رفعت الضرائب أو قدمت (واشنطن) سياسة جديدة. وبعيداً عن هذه الوظيفة الرمزية، تعد العواصم مهمة من نواح أخرى، إذ تتمتع ببعض المزايا نظير تحملها أعباء معينة خاصة بها، وهذا يثير السؤال الأساسي حول الضمانات القانونية الخاصة التي ينبغي توفيرها لحماية استقلالها المحلي ضد التدخل من مستويات الحكم الأخرى.

لقراءة المزيد اضغط هنا

الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق