التعليم والمجتمع
جـولـة في مـراكـز فكـرية وثقافيـة في الصيـن
أسامة الشبيب
زيارة بلد ما والاطلاع على تجربته من قرب ومحاولة فهم ملامحه الثقافية والاجتماعية والسياسية، تمثل فرصة ثمينة ورصيداً ثقافياً مضافاً، خاصة إذا ما كانت الدولة مثل الصين؛ التجربة الناهضة والنامية سريعاً في قارة آسيا والعالم، وخلال مدة وجيزة (أربعة عقود تقريباً وهي مدة قليلة في حياة الدول والبلدان في تحقيق نهضتها). الصينُ هي الدولة الأكثر سكاناً في العالم حيث يعيش فيها أكثر من مليار وثلاثمائة مليون إنسان، والبلدُ ذو العمق الحضاري والتاريخي المعروف، واحتواؤه معالمَ تراثية نفيسة عريقة مثل سور الصين، والدولةُ الأساسية في النظام الدولي وأحدُ أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين، والنظامُ الذي يسير بوتيرة تصاعدية في عدة مجالات لا سيما في الجانب الاقتصادي والتقني والتجاري، وارتقاؤها بهدوء إلى مواقع الدول الأولى في العالم، وقبل ذلك الدولةُ التي تتبنى نظاماً سياسياً قائماً على فكرة وإدارة مركزية توصف بالشديدة، مع محاولات تحديث نفسه باستيعاب التجارب واحتواء التحديات الفكرية والعملية من خلال مراعاة البعد الداخلي وبنيته الاجتماعية والذي يُعبَّر عنه في الأدبيات الصينية ب (النظام الاشتراكي ذو الخصوصية الصينية).