غيوم مداخن الحقول النفطية السامة تخنق أبناء العراق
في الأيام السيئة حينما تزأر فيه مداخن حقول النفط بشدة بحيث تهتز لها شبابيك منازل الأحياء المجاورة، تقول العوائل: إن الغبار الأسود يظهر في الجو، ويتسبب بقتل النباتات ويغطي كل شيء بطبقة رمادية داكنة. وفيما يخص أهالي منطقة نهران عمر -بلدة في جنوبي العراق متاخمة لعدة آبار نفطية هناك- فإن لهيب النار المتصاعد من مداخن الأبراج النفطية التي تنفث بمواد كيمياوية سامة في الجو هو واقع يعيشونه يومياً.
ويقول خبراء: إن عملية حرق الغاز المصاحب لإنتاج النفط المثيرة للجدل تعدُّ مسبباً رئيساً لأزمة المناخ وتلوث الهواء في الوقت الذي تشكل فيه أيضاً تهديداً مميتاً لحياة المقيمين قرب هذه المنشآت، إذ إن الملوثات المنبعثة لها علاقة بأمراض مثل: داء الربو، والتهاب الرئة والجلد، وكذلك السرطان.
يعدُّ العراق أحد أكثر البلدان في العالم ارتفاعاً بالتلوث؛ بسبب حرق الغاز المصاحب، وإن البصرة التي يقع فيها حقل نهران عمر النفطي هي من أكثر المناطق تأثراً من هذا التلوث في البلاد.