السياسة الاقليمية والدولية

النزاع الروسي – الأوكراني وتداعياته على الأمن الغذائي

قسم الأبحاث
ينظر صنّاع القرار السياسي على الصعيد الدولي برعب إلى تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على الأمن العالمي وأسواق الطاقة، ولكنَّ العواقب المترتبة على الإمدادات الغذائية العالمية جذبت اهتماماً أقلَّ مما تستحق.
كانت أوكرانيا «سلة الخبز»للاتحاد السوفيتي، فهي تشكّل قوةً زراعيةً عظمى، واندلاع الصراع هناك من شأنه أنْ يُحدث هزاتٍ فوريةً وارتفاع الأسعار في أسواق الحبوب وزيوت الطعام، في حين تعاني الأسر الأوروبية بالفعل من التضخم المتزايد.
أوروبا
تُعدُّ أوكرانيا رابع أكبر مورِّدٍ غذائي خارجي للاتحاد الأوروبي، فهي توفر للاتحاد حوالي ربع وارداتها من الحبوب والزيوت النباتية، بالإضافة إلى ما يقرب من نصف محصول الذرة لديها.
إنَّ الاتحاد الأوروبي، باعتباره منتجاً رئيساً للغذاء، لابد أنْ يكون قادراً على التكيّف مع الصدمة المباشرة الناجمة عن انقطاع التجارة الثنائية بينهما.وفي الواقع أنَّ المخاوف الاستراتيجية الأكبر تتوقف على الدور المحوري الذي تلعبه أوكرانيا كمورِّد رئيسٍ للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويذكر المحللون أنَّ الإمداداتِ الغذائيةَ تُعدُّ واحدةً من أهم العوامل الأساسية العديدة وراء ثورات الربيع العربي التي اندلعت قبل عقد من الزمن، ولدى الاتحاد الأوروبي مخاوفُ مستمرةٌ بشأن جولة جديدة من عدم الاستقرار في دول الجوار. فمصرُ على سبيل المثال تُعدُّ مستورداً رئيساً للحبوب الأوكرانية.
من المرجح أنْ تُخلِّف الأزمة تأثيراً فورياً على صادرات الحبوب من كل من أوكرانيا وروسيا. ويتم حصاد معظم محاصيل القمح والشعير في فصل الصيف بينما يتم تصدير هذه المحاصيل خلال فصل الخريف. وبحلول شباط/فبراير، فقد اكتملت معظم صادرات القمح والشعير وبذور دوّار الشمس. وعادة ما تستمر صادرات الذرة الأوكرانية بشكل غزير خلال فصل الربيع وحتى أوائل فصل الصيف.

لقراءة المزيد اضغط هنا

الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق