التعليم والمجتمع
روح العصر: السياسة السريعة لإصلاح التعليم في فنلندا
إيان هاردي – هانو إل تي هيكينين – ماتي بينانين – بيتري سالو – تومي كيلا كوسكي
كُتب الكثير عن «المعجزة الفنلندية» في التعليم. يزعم باسي سالبرج مراراً وتكراراً أن أحد الأسباب الرئيسة لنجاح فنلندا هو إنها لم تكن «تتعجل» في الإصلاح ؛ في الواقع، «التسرع في الأمر يعني تدميرها» (سالبرج2011 و2014 و2017). ربما كان هذا صحيحاً منذ بضع سنوات، لكن هل هذا هو الحال الآن في السياق الفنلندي؟ في هذا المقال، نتساءل عما إذا كانت السياسة التعليمية لا تزال تتميز بعمليات مدروسة وبطيئة للنظر في طبيعة وتأثيرات الإصلاح، أو ما إذا كانت وتيرة الإصلاح التعليمي في فنلندا قد أصبحت أسرع وأكثر تجدداً، وليبرالية المنظور. يبدو هذا التطور أكثر من مجرد مفارقة بالنظر إلى أن فنلندا كانت ظاهرياً دولة اشتراكية ديمقراطية لها تاريخ طويل من الإصلاح التقدمي والموضوعي. لذلك، قد نتوقع مقاومة بعض الحلول السياسية «الأسرع» للمشكلات المعقدة.
ولطرح حجتنا، نستند إلى فكرة بيك وثيودور (2015) عن «سياسة السرعة « للمساعدة في شرح كيفية سعي الدول (في هذه الحالة، فنلندا) إلى تعزيز الإصلاح ضمن السياق، وكتعبير عن المزيد من الممارسات والمبادئ الليبرالية الجديدة. نقوم بتحليل حالات الإصلاح التربوي في مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم الأساس / الإلزامي والتعليم المهني (في المدارس) كجزء من عمليات السياسة الحكومية الوطنية الأخيرة. من الناحية المنهجية، نستخدم أيضاً نهج «تحليل روح العصر» لتحليل ما إذا كانت الممارسات والمبادئ الليبرالية الجديدة تبدو واضحة في سياق التعليم الفنلندي وكيف. بهذه الطريقة، ندّعي أن السياسة السريعة تعكس شيئاً من «روح» عصرنا في فنلندا، عبر قطاعات تعليمية متعددة.
يعتمد بحثنا على السؤال الرئيس التالي: كيف نفهم خصائص وآثار الإصلاحات الهامة الحديثة في صنع السياسات التعليمية في فنلندا، وكيف يمكن لمفهوم بيك وثيودور عن السياسة السريعة أن يساعد في مثل هذا الفهم؟ للإجابة عن هذا السؤال، نسعى أيضاً إلى استخدام ما يمكننا تعلمه من السياق الفنلندي للمساعدة في توسيع التنظير الحالي والفهم حول خصائص وتأثيرات السياسة السريعة، وفهم هذه الإصلاحات فيما يتعلق بالتعليم على نطاق أوسع.