الاقتصاد والطاقة
فاعلية التعاون الدولي حيال التغلب على مشكلة الغبار (التعاون بين إيران والعراق)
مجموعة باحثين
لطالما شكلت ظاهرة الغبار أو ذرات الغبار إحدى الكوارث الطبيعية في المناطق الجافّة بما فيها إفريقيا والصين وأستراليا وإيران والعراق. وفي الماضي كانت أغلب المحافظات التي تتعرض بشكل كبير لتأثير الرياح لمدة 120يوماً مثل سيستان وبلوشستان وكرمان وخراسان الجنوبية ويزد في إيران والبصرة وميسان في العراق، تواجه أزمةً تتمثل في الغبار. بيد أنه في الوقت الراهن وبسبب ارتفاع الكثافة واتساع النطاق والاستمرارية، تحولت ظاهرة الغبار إلى أزمة وطنية وإقليمية ودولية. وخلال العقد الماضي تقريباً تعرضت كافة محافظات البلاد لتأثير هذه الظاهرة التي خلّفت أضراراً اقتصادية واجتماعية وثقافية متعددة.
وبسبب وجود جزيئات الغبار الدقيقة في العواصف الغبارية، تصاعدت وتيرة الإصابة بالأمراض التنفسية والعينية والجلدية لاسيما في المحافظات التي شهدت ارتفاعاً في كثافة الغبار. ومن بين العوامل العديدة المتسببة بوقوع ظاهرة الغبار يمكن الإشارة إلى الجفاف المستمر وتدمير الغطاء النباتي، تغيير استخدام الأراضي وإنشاء السدود الكبيرة في المناطق المشار إليها آنفاً. وبالنظر إلى أنه قرابة 90% من ظاهرة الغبار في البلاد يرجع منشؤها إلى خارج الحدود (مثل العراق والسعودية). تعمل منظمة حماية البيئة باعتبارها المسؤول الرئيس عن مواجهة ظاهرة الغبار مستخدمة كافة إمكانات المنظمة وسائر المؤسسات التابعة لها في داخل البلاد وكذلك تتعاون مع دول المنطقة لمواجهة هذه الأزمة.
يشكّل موضوع الغبار بحثاً يرجع مردّه إلى الإدارة والتحكم بالمياه، والذي ما يزال متأثراً بالأفكار السائدة خلال العقود السابقة وإنشاء السدود والتحكم بالمياه والمنافسة عبر الحدود بغية التحكم بالمياه في مناطق المنبع وممارسة ضغوطات على الدول التي تقع في أراضيها مناطق المنبع.