التنمية والتطور في علاقة إيران مع دول غرب آسيا

 تتمتع منطقة غرب آسيا بموقع جغرافي متميز حيث تتجاور فيها العديد من الدول التي كانت ومازالت تجمع بينها مناسباتٌ ووشائجُ تاريخيةٌ وثقافيةٌ واقتصاديةٌ كبرى.

الحقيقة هي أنَّ إيران بالرغم من تميُّزها من الناحية التاريخية وهويتها الوجودية التي تعود إلى قرون وحقب طويلة، إلّا أنها تواصلت مع مختلف البلدان الجارة والبعيدة. ولاسيما في العقود الأخيرة إذ بلغت العلاقات الثنائية مع تلك البلدان من خلال تنمية جسور التواصل الدولي والتقارب من خلال الطرق الهوائية والبحرية وتحسين السبل والعلاقات التجارية والاقتصادية.

وعلى سبيل المثال، فقد ازدهر تصدير السلع الزراعية والصناعية الإيرانية إلى البلدان الواقعة على الشواطئ الجنوبية للخليج في السنوات الأخيرة، وزاد استيراد السلع الرأسمالية والاستهلاكية من الإمارات العربية المتحدة إلى إيران بشكل كبير حيث زاد حجم الاستيراد عموماً خلال السنوات الماضية عن طريق دبي.

 أمّا في الوقت الحالي، فقد ازداد حجم رأس المال الإيراني في الإمارات بشكل كبير، ناهيك عن أنَّ الكثير من القوى العاملة البسيطة أو المتخصصة خاصة في قطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين كان يتم توفيرها من المواطنين الإيرانيين في المقاطعات الجنوبية من البلاد.

كما أنَّ العلاقات في المجالات التجارية والسياحة مع العراق وتركيا والكويت والإمارات بلغت أوجها، إضافة إلى السياحة الدينية لأداء مناسك الحج في المملكة العربية السعودية وزيارة المراقد المقدسة في سوريا.

والواقع هو أنَّ منطقة غرب آسيا لا تُعدُّ مهمةً لإيران من الناحية السياسية فحسب، بل إنها تحتل أهمية كبرى من مختلف النواحي الاقتصادية والتجارية والمالية إضافةً إلى مكانتها المهمة في الاستراتيجيات الدبلوماسية لإيران.

في هذا الإطار، يجب النظر إلى الدَّور المهم لمصادر الطاقة مثل النفط والغاز والبتروكيماويات التي لا يمكن الاستغناء عنها كمنصة مشتركة للتعاون (ومن حيث المنافسة والصراع) بين إيران وهذه الدول. كما نعلم، فإن بعض الدول في جنوب الخليج، مثل المملكة العربية السعودية وقطر والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة أعضاء في أوبك ولديها مصادر نفطية وغازية مشتركة مع جمهورية إيران الإسلامية، وبالتالي فإنَّ لها علاقاتٍ اقتصاديةً مع إيران.