التعليم والمجتمع
القراءة وأزمة العلاقة مع الكتاب
أسامة الشبيب
مقدمة
تُعدُّ القراءة والمطالعة سمة أساسية من سمات المجتمع المتطور والمتقدم، وكلما ازداد أفراد المجتمع اهتماماً بالقراءة والثقافة والمعرفة ازداد رقي ذلك المجتمع في شتى المجالات؛ الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية، واليوم أصبحت القراءة والاهتمام بالكتاب صناعة وطباعة ونشراً ومطالعة، أحد أهم المعايير في تصنيف الأمم والمجتمعات في سلم التقدم والتحضر أو التخلف والتراجع.
وعلى الرغم من تنوع وسائل الاتصال وما أفرزته التقنيات الحديثة من أدوات لنقل المعلومة وسرعة الاطلاع، يبقى الكتاب أهمَّ رافد ثقافي وفكري لنقل المعرفة وتداولها، وتبقى القراءة والمطالعة أهم قناة لإرواء الوعي والعلم والفكر وأبرز نافذة للتعرف على التراث الحضاري والثقافي للأمم والشعوب والمجتمعات، من هنا تأتي أهمية التركيز على هذه الورقة التي تسلط الضوء على أهمية القراءة وازمة العلاقة مع الكتاب في واقعنا الثقافي.
مفهوم القراءة
القراءة مصدر كلمة قرأ. وهي تعني في الأصل الجمع أو الضم وكل شيء جمعته فقد قرأته، وقرأت الشيء قرآناً أي قرأته وضممت بعضه إلى بعض كما في لسان العرب.وقد سُمِّي القرآنُ قرآناً، لأنه جمع القصص، والأمر والنهي والوعد والوعيد، والآيات والسور وضم بعضها إلى بعض.
ولمفردة القراءة مرادفات تؤدي إلى ذات المعنى، كمفردة المطالعة وهي تعني الإشراف على الشيء أو العلم به. وقد تم تعريف القراءة من قبل الباحثين والكتّاب بتعريفات متعددة وكثيرة، منها أنَّ القراءة تعني تتبع كلمات النص المكتوب نظراً سواء وقع النطق بها أم لم يقع، أو هي عملية معرفية تقوم على تفكيك رموزٍ تسمى حروفاً لتكوين معنى والوصول لمرحلة الفهم والإدراك.
وقد طرأ على مفهوم القراءة تحولٌ حمل معنىً أعمق، حيث تطور مفهوم القراءة من المعنى البسيط السهل، الذي يتمثل في القدرة على التعرف على الحروف والكلمات والنطق بها صحيحة، وهذا هو الجانب الآلي من القراءة، إلى العملية العقلية المعقدة التي تشمل الإدراك والتذكر، والاستنتاج ثم التحليل والمناقشة، وهي القراءة الناقدة التي تحتاج إلى إمعان نظر في المقروء ومزيد من الأناة والدقة.