التعليم والمجتمع
فحص مقايضات التغذية وهدر الطعام باستخدام سياق الوقاية من السمنة
مجموعة باحثين
لقد كان معدل انتشار السمنة في العالم في عام 2016 أعلى بحوالي ثلاثة أضعاف ما كان عليه في عام 1976. فالتناول المفرط للطاقة مقارنة للطاقة المستهلكة يعدُّ السبب الرئيس للسمنة، فخطر الإصابة بالسمنة هو نتيجة التفاعل المعقد بين البيئة والسلوك البشري والوراثة. وغالباً ما تشجع البيئات الغذائية الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالطاقة والمتوفرة بأسعار معقولة والتي غالباً ما تكون متوفرة بأحجام كبيرة، مما يساهم في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية يومياً. فالأنماط الغذائية التي تشمل الاستهلاك المتكرر للأغذية الكثيفة الطاقة ترتبط بالسمنة، بينما ترتبط الأنماط الغذائية التي تتفق مع الإرشادات الغذائية للأميركيين التي تشمل الاستهلاك الروتيني للفواكه والخضراوات والحبوب، بانخفاض معدلات السمنة. وقد حدّدت البحوث التي أجريت مؤخراً عن وجود علاقة بين التناول المتكرر للأغذية المصنّعة وزيادة الوزن، مع التأكيد على أهمية الطهي والأساليب الأخرى لإعداد الطعام الأقل تصنيعاً لتعزيز وزن الجسم السليم.
وفي الوقت نفسه، حيث من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 9،7 مليار نسمة بحلول عام 2050، مما يدفع العلماء ودعاة مكافحة الجوع إلى البحث عن استراتيجيات لزراعة المزيد من الغذاء على مساحات أقل من الأراضي. فالأثر الكربوني للمخلفات الغذائية هو مصدر قلق متزايد لانبعاثات الغازات الدفيئة التي تسهم في تغيّر المناخ، الناتجة عن مراحل حصد الأغذية ونقلها وتجهيزها وتعبئتها وتخزينها وإعدادها. فتغيّر المناخ يؤدي إلى نشوء تهديدات جديدة للصحة العامة ويفاقم العديد من المخاطر القائمة، مثل زيادة المصابين بأمراض الكلى والقلب والأوعية الدموية خلال موجات الحر. ونظراً للعواقب المباشرة وغير المباشرة الكثيرة التي تترتب على الأغذية المهدورة على البيئة والصحة العامة، حددت مجموعة من كبار العلماء على الصعيد العالمي الحد من الهدر الغذائي، والاعتماد على النُظم الغذائية النباتية والابتكارات الزراعية، باعتبارها تدابير رئيسة مطلوبة لإبقاء النظام الغذائي ضمن الحدود البيئية المناسبة.