السياسة الاقليمية والدولية
دراسة الفرص والقيود والعوامل المؤثرة في العلاقات الإيرانية – العراقية
مجموعة باحثين
يعدُّ العراق من الدول الجارة والاستراتيجية المهمة لإيران. خلال القرون الماضية، وخاصة منذ بداية القرن العشرين وبعد الدولة العثمانية وتشكيل الحكومة العراقية، أصبحت للعراق مكانة خاصة ومتميزة في السياسة الخارجية الإيرانية وذلك بسبب تداخل التاريخ، الثقافة، الدين، وحتى العرق. من جانب آخر فإن الحدود المشتركة بين إيران والعراق تمتد لأكثر من 1400 كيلومتر وهي تعد أوسع حدود بين غيرها و كما يتضح من التاريخ، كان لهذا البلد دائماً تأثير على الأمن القومي الإيراني ومصالحه، ولهذا السبب فإن العراق يتمتع بمكانة خاصة ومتميزة في نظام السياسة الخارجية لإيران في جميع الظروف إذ يمكن اعتبار الموقع الجغرافي للعراق بالنسبة إلى إيران، البوابة الشرقية نحو العالم العربي حيث أن إحدى أدوات السياسة الخارجية لإيران تتمثل في استثمار القدرات والمكونات الثقافية ونشرها خارج حدود البلاد، وخاصة في الوطن العربي، لغرض التواصل والتبادل الثقافي معه. المسألة الأخرى التي تجعل للعراق مكانة خاصة في سياسة إيران الخارجية هي التأثير المباشر للعلاقات الإيرانية العراقية على الوضع الإقليمي لجمهورية إيران الإسلامية لما يحمله العراق من قابلية تحويله إلى قوة تهدد الأمن والاقتصاد الإيراني في المنطقة، وقد شهدت العقود الأخيرة من القرن الماضي أي قبل انتصار الثورة الإسلامية وما بعدها مصاديق واضحة لهذا الأمر. كما يمكن للعراق أن يلعب دور قوة متآزرة ومتحالفة مع إيران في المجالات الاقتصادية مثل النفط والقضايا القانونية والمنتديات الدولية. في هذه الدراسة، يتم التحقيق في العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المؤثرة على العلاقات الإيرانية العراقية.