السياسة
ماذا يمثل تزويد واشنطن لأوكرانيا بمنظومة «باتريوت»؟
مارك كانسيان – توم كاراكود
أشارت التقارير الصحفية إلى أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية في المراحل الأخيرة من خطتها الرامية إلى تزويد أوكرانيا بنظام الدفاع الجوي «باتريوت». وتعدُّ هذه الخطوة دليلَ الالتزام الثابت للولايات المتحدة تجاه الدفاع عن أوكرانيا وتحسين كفاءة دفاعاتها وقدراتها الجوية. هذه الخطوة تثير الكثير من التساؤلات منها الحاجة إلى التدريب المكثّف حول كيفية استخدامها وعملية إدامتها على المدى البعيد وتأثيرها على قدرة وجاهزية الدفاع الجوي للولايات المتحدة الأمريكية في المدى الحالي والمستقبلي. وهذا النظام لن يكون له دور في التأثير بمجريات الصراع الدائر لمحدودية المساحة التي بمقدوره تغطيتها وسوف يتم نشر بطارية واحدة من هذا النظام فقط وذلك للكلفة العالية للصواريخ. وقد نُشر نظام الدفاع الجوي «باتريوت» للمرة الأولى في الثمانينيات، ويعدُّ مصدر القوة الرئيس للدفاع الجوي والصاروخي للجيش الأمريكي، واستعراض القوة الأمريكية بالإضافة إلى التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها وشركائها. ويعدُّ الباتريوت أكثر من كونه نظامَ اعتراضٍ صاروخي فهو يتكون من أجزاء مختلفة، وحدة القيادة والتحكم، والرادارات، الصواريخ، ومعدات أخرى للدعم. يعمل الباتريوت حالياً في 18 دولة وسيرتفع العدد إلى 19 عند انضمام أوكرانيا.
أُطلق اسمُ باتريوت على النظام خلال الذكرى المئوية الثانية عام 1976على ما كان يعرف سابقاً باسم نظام سام-دي (SAM-D). وتعود نشأة هذا النظام إلى ستينيات القرن الماضي، والذي كان جزءاً من الجهود المبذولة لاستبدال وتطوير أنظمة الدفاع الجوي المعروفة باسم (HAWK and Nike-Hercules). وكلمة باتريوت هي اختصار لرادار المصفوفات المتراصة والموجّه عن طريق تتبع الهدف.
وكانت صواريخ باتريوت من الجيل القديم إحدى الخطط الاستراتيجية للجيش الأمريكي التي استخدمت في معركة عاصفة الصحراء وهي مصممة للدفاع الجوي على الرغم من الخلاف حول فاعليتها في التصدي لصواريخ سكود العراقية آنذاك. وأسفرت جهود التطوير في التسعينيات إلى تحسين قدرات صواريخ باتريوت (PAC) في التصدي للصواريخ البالستية بشكل أفضل. استخدم في صواريخ الجيل الأول باك-1 (PAC-1) والجيل الثاني باك-2 (PAC-2) آلية « blast fragmentation kill mechanism» بينما صواريخ باك-3 (PAC-3) استخدمت بها تقنية « hit-to-kill».
في عام 2003 استخدمت صواريخ باتريوت خلال عملية غزو العراق للتصدي للصواريخ البالستية العراقية وكانت أكثر فعالية عما كانت عليه في معركة عاصفة الصحراء. واستمرت باتريوت في تحقيق النجاحات بشكل أكبر لتصديها للصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار خلال حرب الصواريخ اليمنية في العام 2015. وكذلك استخدمتها إسرائيل في التصدي لصواريخ ومسيّرات في فلسطين.