قراءة في كتاب

قراءة في كتاب: مفاتيح السياسة الروسية لمؤلفه ستيفن وايت

عبد الخالق كاظم إبراهيم
نبذة عامة عن الكتاب:
يكشف الموقف الروسي النشط في العديد من بقاع العالم انطلاقه من مجالين حيويين: الأول هو مجال الاتحاد السوفيتي السابق وارتباطه المباشر بمصالح روسيا، والمجال الثاني يتمثل بتوسيع موسكو نطاق سياستها الخارجية في أجزاء مختلفة من العالم. وقد ظلت السياسة الخارجية الروسية تتطور لأكثر من عقدين عبر محاولات موسكو لإنشاء شبكة من العلاقات والتأثير في إفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأجزاء أخرى من العالم، وهي طموحات لها جذورها الممتدة في الحقبة السوفيتية، بل وحتى إلى فترات سابقة في التاريخ الروسي القيصري.
ولغرض فهم السياسة الروسية المعاصرة، ومعرفة سلوكها في العالم، لا بد من فهم دوافعها في سعيها إلى تحقيق عمق استراتيجي، وتأمين حدودها ضدّ التهديدات الخارجية، فعند النظر إلى الجغرافيا الروسية، وغياب الحواجز الطبيعية الواقية بينها وبين القوى المجاورة، يصبح التوسع الجغرافي والحفاظ عليه سمة أساسية من سمات التفكير الاستراتيجي الروسي. وكذلك طموحها في نيل الاعتراف كقوة عظمى، وهو ما ظلّ الكرملين ينظر إليه على أنه مسألة ضرورية، لإضفاء الشرعية على غزواته الجغرافية وطموحاته الجيوسياسية. بالإضافة إلى علاقتها المعقدة بالغرب، التي تجمع بين التنافس أحياناً والحاجة إلى التعاون أحياناً. وهو ما ينعكس على تعريف الهوية الروسية بأنها هوية (أوراسية) لها مميزاتها الخاصة، فهي ليست أوروبية ولا آسيوية. ضمن هذه الدينامية السياسية الفاعلة ظهر كتاب: “مفاتيح السياسة الروسية” لمؤلفه: ستيفن وايت في محاولة منه لفهم ألغاز السياسة الروسية المعقدة، إذ يتضمن الكتاب رؤية تحليلية دقيقة لسياسة روسيا المعاصرة (الداخلية والخارجية)، ومحاولة فهمها عبر امتداداتها التاريخية في حقبة ما قبل انهيار الاتحاد السوفيتي وما بعدها؛ بالاتكاء على الصحافة الروسية، وما وقع في يد الكاتب من ملفات داخلية، وما حصل عليه من وثائق وإحصائيات ورسوم بيانية وجداول مقارنات ومقابلات. وقد وصف «تيموثي كولتون» رئيس كلية كينيدي بجامعة هارفارد تلك الدراسة بأنها (بحث شامل، مشغول بعناية، وأفضل رؤية عامة وقعتُ عليها لسياسة روسيا المعاصرة).

لقراءة المزيد اضغط هنا

الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق