السياسة
الاتفاقية الإيرانية – السعودية: ما تحتاجُ معرفته!
مجموعة باحثين
أعلنت كلٌّ من إيران والسعودية في العاشر من شهر آذار لسنة 2023 عن دور وساطة صيني من أجل إعادة العلاقة بين البلدين.يُروَّج لهذا التقارب بين البلدين على أنه تطور هام ومؤثِّر في المنطقة بعد عقود من العداء وقطع العلاقات رسمياً منذ العام 2016. ولا يزال السؤال المطروح حول كيفية تأثير عودة العلاقات بين البلدين على الشرق الأوسط في الوقت الذي يخوض فيه الطرفان حرباً مفتوحة بالوكالة تتمثل باستمرار الدعم المتوصل للأطراف المتحاربة في اليمن وسوريا. ويُعدُّ هذا التقارب بين البلدين انتصاراً للدبلوماسية الصينية التي تسعى وبشكل متزايد إلى تقديم رؤية بديلة للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في ظل توقعات انسحابها المتوقع من الشرق الأوسط.
إيران: انفتاح وسط عزلة متزايدة
عودة العلاقات بين البلدين يُعدُّ وميضَ أملٍ لإيران التي واجهت الكثير من التحديات في بداية العام 2023. حيث كانت تعاني من تصاعد العزلة على المستوى الدولي بسبب سجلها في حقوق الإنسان وبرنامجها النووي ودعمها روسيا في حربها ضد أوكرانيا. لذلك أعلنت طهران استعادة العلاقات انتصاراً دبلوماسياً لها.
تشير الصفقة إلى نيّة إيران خفضَ التوتر في جميع أنحاء الشرق الأوسط مع السعودية. ويُعدُّ الطرفان على مستوًى متساوٍ في دعم أطراف النزاع بشكل خاص في كل من اليمن وسوريا. فعلى سبيل المثال قامت إيران بتسليح ومساعدة الحوثيين، في حين قام الجيش السعودي بضربات جوية عام 2015 ضد الحوثيين من أجل منعهم من فرض سيطرتهم على كافة المناطق. نتيجة لذلك استهدف الحوثيّون مطاراتٍ ومنشآتٍ نفطيةً (أرامكو) داخل السعودية. وأدّى الصراع إلى قتل أكثر من 150 ألف شخص بينهم ما يقرب من 15 ألف مدني. وتوقفت العمليات من كلا الطرفين حتى بعد انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه الطرفان لمدة ستة أشهر والذي انتهى في أكتوبر 2022.