الاقتصاد والطاقة
تأثير المياه والمناخ العالمي في مؤتمر الأطراف 28 (COP28)
ديفيد ميشيل
أصبحت المياه عنصراً أساسياً في توسيع نطاق تأثيرات التغير المناخي العالمي. تتجسد هذه التأثيرات في الزيادة الملحوظة للفيضانات، وتفاقم حالات الجفاف، وشدة العواصف، التي تحدث جميعها عبر المياه. منذ عام 2000، تمثل الكوارث المتعلقة بالمياه نحو ثلاثة أرباع الكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم. ومع تأثير تغير المناخ في تغيير أنماط هطول الأمطار عالمياً، يحذر الخبراء من أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين قد يعرِّض ما يصل إلى ثلاثة مليارات شخص لزيادة خطر ندرة المياه.
لم تكن قضية المياه جزءاً من الاتفاق النهائي للقمم العالمية حتى انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) في مصر العام الماضي. في سابقة هي الأولى من نوعها، دعا قرار COP27، الذي أُطلق عليه اسم خطة تنفيذ شرم الشيخ، الدول إلى دمج قضايا المياه ضمن خططها للتكيف مع المناخ. وقد ذهب مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون (COP28)، الذي عقد مؤخراً في دبي، خطوة أبعد، معززاً وموسعاً هذه الدعوة، وحث الأطراف والجهات الفاعلة غير الحكومية على تعزيز طموحها وتحسين تدابير التكيف. ففي الوقت الراهن، يتوجب على عاتق صانعي السياسات مسؤولية تحويل هذه الدعوات إلى خطوات عملية.
ومع التوجه نحو دبي، كانت طموحات مجتمع السياسة المائية معلقة على تعزيز الزخم الذي بدأ في مصر. دولة الإمارات العربية المتحدة، كدولة مضيفة للمؤتمر، قطعت وعداً بتسليط الضوء على قضايا المياه ضمن أجندة التغير المناخي، مركزة على ثلاثة محاور رئيسة: النظم البيئية للمياه العذبة، مرونة المياه في المدن، والنظم الغذائية المتكيفة مع التحديات المائية. خلال فترة رئاستها لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، أقامت الإمارات شراكة مع هولندا وطاجيكستان ليتبوؤوا معاً دور ‹أبطال المياه› في المؤتمر، وخصصت يوماً كاملاً في أجندة الفعاليات لبحث قضايا الغذاء والمياه والزراعة، وهو ما تضمن حواراً وزارياً على مستوى عالٍ. وبعيداً عن المسارات الدبلوماسية التقليدية، تمثل اجتماعات مؤتمر الأطراف منتدًى عالمياً محورياً للسياسة العالمية. وقد شهد COP28، الذي استضافته دبي من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، مشاركة نحو 100 ألف شخص، وعُقد خلاله أكثر من 250 جلسة وورشة عمل وفعاليات أخرى متعلقة بالمياه، بالإضافة إلى تخصيص جناح ‹المياه من أجل المناخ› وإنشاء مركز معرفي.