السياسة الاقليمية والدولية
عقدة الهولوكوست والتصعيد الإسرائيلي في معبر رفح: الباب الأخير لحياة الفلسطينيين
نبيل خالد مخلف
في ظل الظروف الحرجة التي وقعت على فلسطين جراء الحرب الإسرائيلية وامتداد أثرها في العمق العربي، وبالرغم من الوقفة التضامنية العربية إزاء القضية الفلسطينية التي شكلت (أزمة عربية واحدة)، إلا أنها لم تأتِ بالحل الذي يؤدي إلى تهدئة الموقف، انطلاقاً من كون المشروع الإسرائيلي بطبيعة الحال يمثل مشروعاً عدوانياً بصيغة الاحتلال التوسعي، الساعي لمدّ نفوذه إلى الأراضي الفلسطينية والتخلص من عقلية السكان الرافض لقيام الدولة الصهيونية على الأراضي الفلسطينية، وأنه وفقاً للأيديولوجية الإسرائيلية القائمة على أساس العنف “أن ما لا يتحقق بالقوة .. يمكن أن يتحقق بمزيد من القوة” وبالفعل؛ فإن قوات الكيان الصهيوني استخدمت كل أساليب القوة والعنف والجرم ضد المدنيين الفلسطينيين والبنى التحتية، دون وضع أي اعتبار كان للقانون الدولي، وهو ما أدى إلى تصعيد إسرائيلي جديد على قطاع غزة تمثل في استغلال الكيان الصهيوني الأزمة التي تعيشها المنطقة العربية، مع الأخذ في الاعتبار المؤشرات الحقيقية لعدوان صهيوني جديد على قطاع غزة، إذ لا يزال الكيان الصهيوني يواصل انتهاجه لسياسة “الأمن مقابل الغذاء”، وكانت هذه السياسة من السياسات التي سبق وأن وضعها الكيان الصهيوني لتجديد الحصار على قطاع غزة بهدف الضغط على القطاع لإخضاع المقاومة الفلسطينية، وعلى إثر ذلك تزايدت المخاوف الفلسطينية من قيام الكيان الصهيوني بشن حرب على قطاع غزة، خاصة بعد قيام فصائل المقاومة الفلسطينية بعروض عسكرية مقصودة لنقل بعض الرسائل الخاصة إلى القادة الصهاينة.