فشل الجهود الدولية في مكافحة تغير المناخ: كيف يمكن تعزيزها؟

شهد عام 2023 تجاوز درجات الحرارة العالمية للمعدلات التاريخية المسجلة قبل العصر الصناعي بأكثر من 1.6 درجة مئوية، وذلك حسبما أكدت الدراسات العلمية المتخصصة في تغير المناخ. هذا التطورُ يجعلُ تحقيق أهداف اتفاق باريس الطموحة، الرامية إلى الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل من درجتين مئويتين فوق المستويات ما قبل الصناعية، أمراً بعيد المنال من الناحية العلمية. الأرقامُ الحالية تشير إلى أن الزيادة المتوقعة قد تصل إلى 2.9 درجة مئوية أو أكثر بحلول عام 2100. في ظل هذه الظروف، يستمر التقدم الدولي تحت مظلة اتفاق باريس في مواجهة تحديات كبرى. وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، قبل عامين عن قلقه العميق، محذراً من أن «نحن في طريقنا المتسارع نحو جحيم المناخ، ولا نزال نضغط على دوّاسة الوقود بلا هوادة”.

تبرز البحوث حول تغير المناخ كعامل رئيس من المحتمل أن يؤجج الصراعات المستقبلية على مختلف الأصعدة، المحلية وحتى العالمية. تتعثر الأطراف الموقعة على اتفاق باريس في تطبيق إجراءات كافية لمواجهة المخاطر الكبيرة التي يشكلها تغير المناخ على الصراعات العنيفة والاضطرابات السياسية.